أفضل طرق المذاكرة و تقوية الذاكرة

 طرق تقوية الذاكرة

د.حكمت سفيان

يسمح بإعادة نشرها دون قيد أو شرط .

●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●

الذاكرة موضوعها الماضي أما الخيال و التفكير فموضوعهما المستقبل , حتى عندما نفكر في أحداث ماضية فإننا  لا نتقيأ ذلك الماضي و إنما نستخلص العبر من ذلك الماضي.

التذكر هو عملية تقيؤ لمعلومات سبق تعلمها , أما الخيال و التفكير فهو الإتيان بشيٍ أصيل .

●ذاكرة الحفظ عن ظهر قلب  rot memory (الذاكرة العمياء) لاتتطب هذه الذاكرة فهم ما نقوم بحفظه.

●الذاكرة المنطقية : تقوم على إدراك العلاقة المنطقية بين الأشياء التي نحفظها .

● الذاكرة اللفظية : استخدام الكلمات و الأصوات  لتخزين البيانات  بدلاً من الصور .

●الذاكرة البصرية و الذاكرة اللفظية :

هنالك ثلاثة أنماط من البشر من حيث قدرتهم على تكوين صورة بصرية للفكرة أي قدرتهم على ربط فكرةٍ معينة بصورة ما كربطهم لفكرة الرفاهية بصورة  السيارات الفارهة و المنازل الفخمة المحاطة بالحدائق مثلاً .

النمط الأول : هم الأشخاص الذين تتكون في أذهانهم الصورة البصرية للفكرة بشكلٍ سريعٍ و تلقائي, وهؤلاء يجتازون بنجاح اختبارات الذاكرة البصرية .

النمط الثاني : هم الأشخاص الذين يجدون صعوبة في ربط الفكرة المجردة (الرفاهية) بصورة ذهنيةٍ ما ( السيارات و المنازل الفخمة) مثلاً .

النمط الثالث : الذين لا تتكون لديهم أبداً صورة بصرية  عن الفكرة المجردة .

الأشخاص ذوي الذاكرة البصرية القوية  يعتمدون على تصورهم للأفكار (أي أنهم يستحضرون صورة الشيء) أما الأشخاص الذين لا يتميزون بذاكرةٍ بصرية قوية فإنهم يفكرون بالكلمة المجردة دون أن ترتبط الكلمات لديهم بأية صورٍ بصرية .

تتألف عملية  الحفظ و التذكر من ثلاثة أجزاء هي : الاستظهار – الاحتفاظ – الاستعادة .

ويرى علماء النفس بأن المرحلتين الأولى و الثالثة أي مرحلتي  الاستظهار و الاستعادة هما أهم من المرحلة الثانية أي مرحلة  الاحتفاظ بالمعلومة و يدلل بعضهم على ذلك حقيقة  أن الإنسان عندما يعجز عن استعادة معلومةٍ ما فإن هذا لا يعني بأنها زالت من ذاكرته و دليلهم في ذلك أن الشخص الواقع تحت التنويم المغناطيسي يمكن أن يتذكر معلومات كان قد نسيها بشكلٍ كلي أي أن المعلومة موجودة ولكنه لا يستطيع استعادتها و هذا يعني أن الخلل واقع ٌ في عملية الاستعادة و ليس في عملية  الاحتفاظ بالمعلومة.

●علاقة الذكاء بالذاكرة :

يزعم البعض و أنا منهم أن هنالك علاقةٌ عكسية بين الذاكرة و بين الذكاء أي أنه كلما ازدادت الذاكرة ضعف الذكاء و كلما ضعفت الذاكرة ازداد الذكاء , وقد سمعت عن علماء في الكيمياء حائزين على جائزة نوبل يحملون في جيوبهم الجدول الدوري للعناصر لأنهم لا يستطيعون حفظه .

●علاقة العاطفة بالذاكرة :

حبنا لموضوعٍ ما يساعدنا على تذكر كل ما يتعلق به و العكس صحيح أي أن كراهيتنا لموضوعٍ ما تجعلنا ننسى ما يتعلق بذلك الموضوع .

هذا الكلام ينطبق على المواد الدراسية التي نكرهها ولكنه لا ينطبق على التجارب المؤلمة و الأماكن البغيضة فتلك تنقش نقشاً في ذاكرتنا.

●آلية عمل الذاكرة :

كما تعلمون ,يقوم جهاز الكمبيوتر بالتخزين على ذاكرة الفلاش ميموري من خلال حقن تيارٍ كهربائي محملٍ بالبيانات و يقوم بتعديل أو محو تلك البيانات من خلال حقن تيارٍ كهربائي إلى الفلاش ميموري , و بشكلٍ مشابه فإن هنالك اعتقاد بأن عملية تخزين البيانات و الذكريات عند الإنسان تتم بشكلٍ مشابه  حيث أن كل معلومة و كل ذكرى و كل تجربة  تكون مصحوبةً بمقدارٍ معينٍ من الطاقة , و كلما ازدادت قوة الطاقة المرافقة للمعلومة أو الذكرى فإن تلك  الذكرى أو المعلومة تترسخ بشكلٍ أكبر في الدماغ .

يمكن أن نزيد الطاقة المرافقة للمعلومة من خلال تكرار تلك المعلومة , كما أن العاطفة المرافقة للموقف تمثل شكلاً من أشكال الطاقة فالألم و البهجة التي ترافق ذكرى ما  يزيدان من رسوخ تلك الذكرى في أدمغتنا و كذلك فإن المحبة عبارة عن طاقة تزيد من رسوخ و ثبات  الفكرة و ذلك عندما نتعلم شيئاً نحبه و يقع ضمن مجال اهتماماتنا .

ومع مرور الزمن و دخول بيانات جديدة إلى الدماغ تضعف الذكريات القديمة  وهو ما يستدعي إنعاش تلك الذكريات  من خلال إحيائها و أنتم تعلمون كيف يساعدنا الحديث مع صديقٍ قديم عن الماضي على استعادة ذكرياتٍ كانت غائبة عن أذهاننا لأن تركيز كل شخص على الأحداث يختلف عن تركيز الشخص الآخر ولذلك فإن ما يغيب عن ذهن شخصٍ ما لا يغيب عن ذهن  شخصٍ آخر , فقد تكون هنالك حادثةٌ ما لا تعنيني  أو شخصٌ ما  لا يعنيني أمره ولكنه  قد يعني الكثير بالنسبة لشخصٍ آخر و هذا يعني بأن هنالك مقداراً أكبر من الطاقة المرافقة التي صاحبت تلك الذكرى عند ذلك الشخص مما ساعد على تثبيتها و ترسيخها في ذهنه بشكلٍ أكبر .

ولذلك الأمر فإن الطالب الذي نرغمه على دراسة موادٍ كريهة بالنسبة له سينساها بمجرد أن يخرج من قاعة الامتحانات بينما المواد التي يحبها ستبقى راسخةً في دماغه .

● أسباب النسيان :

هنالك ثلاثة أسباب رئيسية للنسيان وهي :

● ضعف الصورة  التي يحتفظ بها الذهن لتلك الذكرى وهو الأمر الذي ينشأ عن ضعف الطاقة المرافقة لتلك الذكرى .

● تعرض الذكرى أو المعلومة للتشويش عن طريق إدخال بياناتٍ مشابهة إلى الدماغ  كما يحدث عندما نجبر الطلاب على تعلم لغة فقدت أهميتها  كاللغة الفرنسية مع اللغة الإنكليزية , و بسبب التشابه بين كلمات هاتين اللغتين يحدث تشويشٌ كبير عند الطالب يضعف ذاكرته اللغوية .

● إهمال المعلومة المختزنة في الدماغ و عدم القيام بإنعاشها بشكلٍ دائم .

● ملاحظات :

● يمكن أن يحدث النسيان نتيجة انعدام التركيز على البيانات عند قراءتها أو الاستماع عليها و خصوصاً أن الإنسان لا يستطيع التركيز إلا على مؤثرٍ  واحدٍ فقط  سواءً أكان صورةً بصرية أو صوتاً   و عندما يتابع الشخص موضوعين اثنين  أو مؤثرين مختلفين فإنه يعمد إلى نقل انتباهه

بينهما , و نتيجة هذا الكلام أن  التركيز الجيد على الموضوع يؤدي إلى تخزين هذا الموضوع في الدماغ بشكلٍ جيد و استرجاعه كذلك بأفضل صورة .

● إن أكبر قدرٍ من النسيان  يحدث في الساعات الأولى و بالتالي فإن علينا ألا نترك المادة التي نريد استظهارها لمدة طويلة قبل أن نعيد انعاشها بل إن علينا أن نعيد إنعاشها (نعيد حفظها)  كل بضعة ساعات  حتى تترسخ في أذهاننا ولهذا السبب فإن القنوات الاخبارية تعيد الخبر مع ما تدسه في الخبر كل ساعة وذلك حتى ترسخ في أذهان متابعيها ما تدسه لهم فيتحقق لها برمجة أولئك المتابعين وفق أهواء من يقف وراء تلك القنوات.

وللسبب ذاته فإن القنوات التلفزيونية  تقوم بإعادة الإعلان نفسه عدة مرات و على أوقات متقاربة .

● يؤثر في عملية التذكر كذلك عاملي  تثبيط السابق للاحق  proactive inhibition  أي تداخل البيانات السابقة مع البيانات اللاحقة proactive interference مما يؤدي إلى التشويش عليها ومنع تذكرها  و تثبيط اللاحق للسابق أي تداخل البيانات اللاحقة  مع البيانات السابقة  مما يؤدي إلى التشويش عليها ومنع تذكرها.

و غالباً ما يحدث هذا التشويش و التثبيط عندما تكون تلك البيانات متشابهة .

و  تلاحظ ظاهرة  تثبيط اللاحق للسابق  عندما نرى حلماً  ثم ننسى تفاصيله بعد أن نرى أحلاماً أخرى بعده في الليلة ذاتها , كما تلاحظ عندما يتم تدريس الطلاب لغتين متشابهتين كاللغة الفرنسية و اللغة الإنكليزية .

● فقدان الذاكرة في مرحلة الطفولة المبكرة :

الطفل قبل الثالثة من عمره لا يعرف مسميات الكثير من الأشياء و المواقف التي يعايشها و يراها و بالتالي فإن ما يجول بذهنه مجرد أفكار   و مشاعر غامضة تجاه  أشياء و مواقف غامضة و بالتالي يمكن أن نرد معظم المشاعر الغامضة التي تنتابنا كمشاعر الكآبة و المشاعر السوداوية و مشاعر الألم الغامضة إلى مرحلة الطفولة المبكرة  حيث لم يتبقى لنا من ذكريات الطفولة المبكرة إلا المشاعر الغامضة التي رافقت تلك الذكريات .

● تجارب تايلور و كومبز :

و نتائج هذه التجارب أنه كلما ازداد توافق الشخص  مع نفسه كلما زاد اعترافه  بسلبياته  و نواقصه  و كلما  نقص توافق الشخص مع نفسه ازداد احتمال إنكاره لسلبياته  و نواقصه .

وقد بينت هذه التجارب أن الأطفال المتوافقين نفسياً مع ذواتهم هم الأقدر على الاعتراف بسلبياتهم  مثل قيامهم بالكذب أو قلة مهارتهم في بعض الألعاب أو تقصيرهم في بعض المواد الدراسية.

● ظاهرة ديجيفيو  dejavu :

تدعى هذه الظاهرة  بظاهرة  ما سبقت مشاهدته  already seen  أو خطل الذاكرة   paramnesia  , حيث يشعر الشخص أثناء خوضه لتجربة جديدة أو مشاهدته لمكانٍ أو شخصٍ يراه لأول مرة بأنه قد سبق له في الماضي خوض تلك التجربة أو رؤية ذلك المكان أو ذلك الشخص .

إن ظاهرة  ديجيفيو تكون مترافقةً بشكلٍ دائم مع شعورٍ بالألفة   نحو تجربة أو مكانٍ أو شخص بالرغم من أننا لم نخبره من قبل.

يفسر بعض علماء النفس هذه الظاهرة بأنه من الممكن أنه قد سبق لنا خوض تجربة ماضية شبيهة بالتجربة الحديثة و لكننا نسينا تلك التجربة كرؤيتنا لمكانٍ ما في الماضي مشابه للمكان الذي نراه الآن و عندما نمر بتجربة شبيهة بتلك التجربة الماضية التي عايشناها فإن  هذه التجربة الحديثة تنعش ذاكرتنا و تستدعي تلك التجربة القديمة المشابهة  التي نسينها أو غابت عنا  مما يجعلنا نشعر بأنه سبق لنا أن مررنا في الماضي بالتجربة نفسها .

وفي بعض الأحيان فإن تخيلنا في الماضي لمكانٍ ما أو لموقفٍ ما يمكن أن نصادفه في المستقبل  تولد في أدمغتنا  شعوراً بأنه قد سبق لنا و أن مررنا بتلك التجربة و أنه قد سبق  لنا و أن عايشنا ذلك الموقف وقد تكون تلك التجربة القديمة مجرد حلمٍ قديم.

● تقوية الذاكرة:

كما ذكرت سابقاً فإن المعلومة أو الصورة تترسخ و تثبت في الذهن و يسهل تذكرها كلما زاد تركيزنا عليها عند تلقيها و يزيد تركيزنا على موضوعٍ ما كلما ازداد اهتمامنا بذلك الموضوع.

و كذلك فإن التركيز يزداد عندما يكون الانسان في حالة  استرخاء من الناحيتين الذهنية و الجسدية و يقل التركيز عندما يكون  الشخص في حالة تشنج  و توتر .

● التدرب بشكلٍ يومي في جلسة قصيرة خير من التدرب في جلساتٍ طويلة تفصل بينها  عدة أيام.

يرى الباحثون بأن على الشخص الذي يتدرب على القيام بأمرٍ ما أو يتعلم شيئاً معيناً أن يقوم بالتدرب بشكلٍ يومي لفترة قصيرة و أن ذلك خيرٌ من أن يقوم بذلك الأمر مرةً كل بضعة أيام  .

بمعنى أن التدرب على العمل على الكمبيوتر مثلاً لمدة نصف ساعة يومياً خيرٌ  من أن  نقوم بهذا الأمر مرتين كل أسبوع لمدة  ساعتين  أو ثلاث ساعات في كل جلسة .

● القراءة بصوتٍ مرتفع أفضل في التعلم من القراءة الصامتة – القراءة بصوتٍ  مرتفع تسهل الفهم و  الحفظ و تزيد التركيز و تقلل من التشويش .

ماهو السبب في ذلك ؟

في حالة القراءة الصامتة  فإن البيانات تصل إلى الدماغ عن طريقٍ واحدٍ فقط وهو طريق العين , أما في حالة القراءة بصوتٍ مرتفع فإن البيانات تصل إلى الدماغ عن طريقين اثنين و هما العين و الأذن وهذا يعني بأن فاعلية القراءة بصوتٍ مرتفع تماثل ضعف فاعلية القراءة الصامتة .

● التعلم بالطريقة الكلية أفضل من التعلم بالطريقة الجزئية :

خلال الحرب العالية الثانية وجد الباحثون أن تعليم المجندين رموز مورس دفعةً واحدة يكون أفضل من تعليمها لهم بشكلٍ منفصل .

● القلق و الخوف من المواد التي نتعلمها هي من العوامل التي تشوش على عمليتي التعلم و التذكر و كذلك فإن الأفكار السلبية التي يؤمن بها الشخص  كاعتقاده مثلاً بأن ذاكرته ضعيفة  و أنه كثير النسيان هي من العوامل التي تعيق بشكلٍ فعلي عملية التذكر.

إن لم تثق بذاكرتك فإن  ذاكرتك ستخونك بشكلٍ فعلي عندما تحتاج إليها .

● حالة تستدعي الانتباه : يحدث معنا دائماً أن نذهب من غرفةٍ إلى غرفةٍ أخرى لإحضار شيءٍ ما أو القيام بأمرٍ ما و لكننا ننسى عندما نصل إلى الغرفة الثانية أو المكان الثاني الشيء الذي نريده أو الأمر الذي نريد القيام به و حتى نتذكر ذلك الشيء فإننا و بشكلٍ لا شعوري نعود إلى الغرفة الأولى أو المكان الأول الذي خطرت لنا فيه الفكرة حتى نتذكر ذلك الأمر , و هذا يعني بأن عملية التذكر تتطلب استدعاء الظروف التي تعلمنا فيها ذلك الأمر .

ماهي الفائدة العملية التي يمكن أن نتعلمها من ذلك الأمر ؟

الفائدة تتمثل في أن نحاول قدر الإمكان أن  يكون المكان الذي ندرس فيه مشابهاً للمكان الذي سيجرى فيه الامتحان , و إذا نسينا معلومة ما أثناء الامتحان فلنحاول أن نتخيل المكان الذي كنا فيه أثناء دراستنا لتلك المعلومة .

Rhetoricians like Wilson gave detailed advice on how to use as an associative mnemonic

a memory place (“locum”) or room, often a theatre or court, from which stored

remembrances were recalled:

When wee come  to a place where we haue not bene many a day before, wee

remember not onely the place it selfe, but by the place, wee call to remembraunce

many thinges done there. 3

● المادة الدراسية التي يرافق تعلمها مشاعر إيجابية يكون تعلمها و تذكرها أسهل من تعلم و تذكر المواد التي يرافق تعلمها مشاعر سلبية :

المدرس الكريه يجعلنا نكره المادة التي يقوم بتدريسها كما يجعلنا غير قادرين على تعلمها و تذكرها بالشكل الأمثل و العكس صحيح حيث أن المعلم المحبوب يجعلنا نحب المادة التي يقوم بتدريسها كما يجعلنا ذلك نتعلم تلك المادة و نتذكرها بشكلٍ أفضل , و كذلك فإن الجو الإيجابي في المؤسسات التعليمية  يساعد الطلاب  على تحسين مستواهم التعليمي و العكس صحيح .

مدارس الشرق الأوسط الحكومية  التي هي أشبه بالمعتقلات  منها بالمدارس تحيط الطلاب بجوٍ سلبي يعيق مسيرتهم العلمية .

و من الممكن أن نسعى نحو تحسين أجواء المدارس الحكومية من خلال طلاء جدرانها الداخلية و الخارجية بألوان مبهجة ومن خلال تجميع الطلاب الذين يأتون بغرض التسلية و إثارة الشغب في صفوف خاصة و تعيين أسوأ المدرسين لتعليمهم فتتم معاقبة أولئك الطلاب البلطجية بمدرسين سيئين كما تتم معاقبة المدرسين السيئين بأولئك الطلاب الذين يأتون إلى المدرسة بغرض التسلية لأنهم يعرفون بأن مستقبلهم في مكانٍ آخر و ليس في المدرسة .

● الحدث الطارئ المناقض للخلفية :

عندما يطرأ حدثٌ غير اعتيادي على خلفية أحداث روتينية محايدة  فإن ذلك الحدث يصبح نقطة علام لا تنسى , بل إن ذلك الحدث الطارئ يصبح مع قصر مدته أكثر أهميةً و رسوخاً من تلك الأحداث الروتينية حتى أن تذكر تلك المناسبة الروتينية سيتم لاحقاً من خلال تذكر ذلك الحادث الطارئ.

مثال ذلك : أنت تجلس في مكانٍ اعتيادي للاستماع إلى محاضرة اعتيادية و فجأةً تسقط مروحة السقف  على المحاضر  .

هنا فإن سقوط المروحة على المحاضر ستشكل نقطة علام  لا تنسى ولولا هذه الحادثة  لطوى النسيان كل تلك المحاضرة .

تدعى هذه الظاهرة بمؤثر    فون ريستورف  Von Restorff effect .

دعيت هذه الظاهرة بهذا الاسم نسبةً إلى  هيدويغ فون ريستورف Hedwig von Restorff  و يدعى كذلك بالمؤثر الفريد  أو مؤثر العزلة isolation effect .

و نحن عندما نقوم بتظليل كلماتٍ أو جمل معينة أو نضع خطوطاً تحتها فإننا نحاول الاستفادة من ذلك المؤثر في جعل تلك الكلمات و الجمل أكثر تميزاً عما سواها و بالتالي أن نجعل الدماغ  يحتفظ بها .

وكذلك فإن الدراسة أثناء الاستماع إلى موسيقى هادئة تهدف إلى جعل تلك الموسيقى الهادئة التي لا يرافقها غناء بمثابة خلفية روتينية محايدة للمادة التي نقوم بدراستها مما يساعد الدماغ على  الاحتفاظ بتلك المواد الدراسية.

●  مؤثر الوضع المتسلسل serial position effect :

و فقاً لمؤثر الوضع المتسلسل فإننا نستطيع أن نتذكر   العناصر التي تريد في بداية القائمة و أخرها بشكلٍ أسهل مما نتذكر العناصر التي ترد في منتصف القائمة.

يمكن اعتبار  مؤثر الوضع المتسلسل  serial position effect بمثابة خليطٍ  بين ما يدعى  بمؤثر الحداثة  recency effect  و مؤثر الصدارة  

primacy effect و مؤثر  فون ريستورف Von Restorff effect على اعتبار أن بداية القائمة و آخرها  تكونان متميزتين عن بقية عناصر القائمة .

● مؤثر الحداثة recency effect  أو الانحياز نحو الأحدث cognitive bias و الذي ينتج عن البروز غير المتجانس لمؤثرٍ ما disproportionate salience , بمعنى أنك لو شاهدت أثناء زيارتك لمكانٍ ما عدداً مماثلاً من الأشخاص العجائز و الشباب و لكن تصادف أنك رأيت الشباب في آخر رحلتك فإن هذا الأمر سيدعوك إلى الاعتقاد بأن الشباب هم أكثر عدداً بكثير من  كبار السن لأن الغلبة تكون دائماً للمؤثر الأحدث  أو مؤثر الحداثة .

● مؤثر الصدارة primacy effect : يتمثل مؤثر الصدارة  في الانحياز نحو الأقرب cognitive bias الذي ينتج عن البروز غير المتجانس لمؤثرٍ ما disproportionate salience , فإذا قرأت قائمة بأشياء معينة فإنك على الأغلب ستتذكر الأشياء التي وردت في بداية القائمة أكثر مما ستذكر الأشياء التي وردت في وسط تلك القائمة.

● الأثر السلبي لعمليتي التشويش و التداخل على الذاكرة :

يشبه علماء النفس المعلومة أو الصور في بداية دخولها إلى الدماغ بمادةٍ لدنة حارة خرجت لتوها من فرن التشكيل  حيث تكون تلك المادة في البداية عرضة للتشوه عند تعرضها لأي مؤثرٍ خارجي و لكنها عندما تبرد و تتصلب فإن شكلها يثبت , و كذلك حال  الصورة أو المعلومة في بداية دخولها إلى الدماغ حيث تكون عرضةً للتشويش و التشوه  في البداية و لكنها تصبح أكثر مقاومة للتشويش بعد أن تترسخ و تثبت في الدماغ .

و غالباً ما يحدث هذا التشويش على المعلومة في مرحلة دخول المعلومة إلى الدماغ و ذلك عندما يكون هنالك أمرٌ آخر  يشغل الشخص و يشوش على تفكيره.

ويقال بأن القدر الأكبر من النسيان يحدث في الخمسة عشر دقيقة الأولى التي تعقب دخول المعلومة أو الصورة إلى الدماغ .

● النوم كوسيلة لمنع التشويش :

دلت الأبحاث  أن النوم مباشرةً بعد الدراسة  هو أفضل طريقة لمنع تعرض المعلومة للتشويش حيث أن النوم يعني بأنه ما من أمرٍ آخر لاحق سيشوش على المعلومة التي نتعلمها و لذلك فإن  الدراسة قبيل الخلود إلى النوم تعتبر  أمراً ذو فائدةٍ كبيرة.

ولو أردنا تحقيق أكبر فائدة فإن علينا  في صبيحة اليوم التالي أن نقوم بمراجعة ما سبق أن  تعلمناه في الليلة السابقة  قبيل نومنا .

وهنالك محاضرين و مدرسين أذكياء في هذه الناحية حيث أنهم يتركون  بعض الوقت في نهاية محاضراتهم للاسترخاء العقلي و الترفيه  و النقاش المرح مع الحضور  مما يساعد على ترسيخ  المعلومات في أذهان طلابهم و يمنع إلى حدٍ كبير تعرضها للتشويش.

وفي الحقيقة  فإن هنالك مبررٌ علمي قوي يدعم وجهة نظر الطلاب سريعو الحفظ  الذين يعتمدون على الحفظ عن ظهر قلب كالببغاء وذلك عندما يؤجل أولئك الطلاب  الدراسة إلى  الشهر الذي يسبق الامتحانات , ذلك أنه كلما قلت المدة الفاصلة بين الحفظ  عن ظهر قلب و بين الامتحان  قل احتمال تعرض تلك المعلومات للتشويش.

●  من العوامل التي تقلل من حدوث التشويش  الحرص على عدم القيام بدراسة مواد متشابهة  بشكلٍ متعاقب على سبيل المثال بعد دراسة الرياضيات يجب أن لا ندرس الكيمياء أو الفيزياء و إنما يتوجب علينا دراسة مادة مختلفة كعلم الأحياء أو اللغات مثلاً .

● طريقة بسيطة لزيادة التركيز و منع الأصوات و التداعيات اللاشعورية من التشويش على مانقوم بدراسته :

أثناء الدراسة كلما بدأ ذهنك بالشرود هنا و هناك أمسك بطرف لسانك بين السبابة و الإبهام , وهنالك طريقة أسهل و يمكننا أن نقوم بها في أي مكان و تتمثل في أن نلمس بطرف لساننا أسناننا العلوية .

● قانون صراع الإرادة مع الخيال :

يقول هذا القانون بأنه في حال صراع الإرادة مع الخيال فإن الخيال هو الذي ينتصر .

مثال : إذا كنت تحاول بلا جدوى تذكر شيءٍ ما  فإن  محاولة التذكر تلك ستزيد من صعوبة تذكرك لذلك الشيء , وهنا عليك أن تتوقف عن بذل الجهد لتذكر ذلك الشيء وكل ما عليك فعله هو أن تسترخي و تتخيل بأنك ستتذكر ذلك الشيء بشكل تلقائي وعندها فإنك ستتذكر ذلك الشيء بكل سهولة .

● طريقة سرد الأبجدية :

إذا نسيت شيئاً ما فإن عليك أن تستعرض بشكلٍ بطيء أحرف الأبجدية وعندما نصل إلى الحرف الذي يرتبط بتلك الكلمة فإننا سنتذكر تلك الكلمة , وفي حالة المعادلات الرياضية المؤلفة من أرقام فإن علينا أن نستعرض الأرقام بشكلٍ بطيء واحداً بعد الآخر  حتى يمر الرقم الذي يرتبط بتلك المعادلة .

●  قانون التعميم :

إن موقف الشخص تجاه وضعٍ ما يكون مماثلاً لموقفه تجاه جزءٍ من ذلك الوضع – موقف الشخص حيال المواقف المتشابهة في الماضي و الحاضر و المستقبل يكون موقفاً واحداً .

● التناسي :

كيف نتناسى التجارب و الخبرات المؤلمة؟

ذكرت سابقاً بأن المعلومة تكون في بداية دخولها إلى الدماغ لدنة و قابلة للإزالة و التشويش ولذلك يتوجب علينا التشويش على  التجربة المؤلمة في بداية دخولها إلى الدماغ عن طريق القيام بنشاطاتٍ غير اعتيادية كالسفر و زيارة المعالم السياحية و المعارض و المتاحف وما إلى ذلك.

 ● احتمال نسيان التجربة المؤلمة أثناء الاستيقاظ هي أكبر من فرصة نسيانها أثناء النوم , و كما ذكرت سابقاً بأن النوم مباشرة بعد المذاكرة يساعد على تثبيت المعلومات في المخ فإن النوم مباشرةً بعد التعرض لتجربة مؤلمة يساعد على ترسيخ تلك التجربة المؤلمة ولذلك ينصح بعدم الخلود للنوم بعد التعرض لتجربة أو حادثة مؤلمة .

● و كما ذكرت سابقاً بأن تغيير المكان يؤثر بشكلٍ سلبي على الحفظ  فإنه ينصح  بأن يغادر الإنسان المكان الذي وقعت فيه التجربة أو الحادثة المؤلمة التي يريد نسيانها إلى مكانٍ آخر و بيئةٍ أخرى بأسرع وقت و يفضل أن يكون المكان الثاني مكاناً أليفاً و مبهجاً كحضور فيلم سينمائي كوميدي في إحدى دور العرض السينمائي مثلاً.