Overblog
Edit page Follow this blog Administration + Create my blog
hikmatsufyan.over-blog.com

صفات مغتصب الأطفال

صفات مغتصب الأطفال

د. حكمت سفيان

ملخص البحث :

التعرف على المغتصب من خلال أهدافه التي تتمثل في سعيه لإفساد الطفل و سعيه المحموم للخلوة بالطفل.

التعرف على المغتصب من خلال شخصيته باعتباره شخصٌ فاسد  و شهواني خبيث ذو تاريخ و ماضي أسود .

التمييز بين مغتصبي الأطفال و بين محبي الأطفال الذين هم أشخاصٌ طبيعيين .

الاعتماد على أساسين في تحديد الخطوط الحمراء فقط و هما عاملي الشرع و القانون و عدم الالتفات لما يقوله المزايدون .

 

يعتقد كثيرٌ من الأهل بأن مغتصب الأطفال وحشٌ  مرعب يأتي من الفضاء الخارجي لا علاقة له بالمجتمع ولا بالعائلة , أما الأصدقاء و الأقارب , وجميع الأشخاص الذين لديهم ضوءٌ أخضر بأن يختلطوا بالطفل فإنهم ملائكة أبرياء و فوق مستوى الشبهات .

صحيحٌ أن هنالك نوعٌ من المغتصبين ممن يكمنون في الغابات و المنتزهات و دورات المياه و الحمامات العامة و جميع الأماكن التي يتحقق فيها شرطين وهما وجود الأطفال فيها و بعدها و عزلتها عن الناس و هؤلاء بالطبع يستخدمون العنف المباشر و التهديد لاغتصاب ضحاياهم من الأطفال – هذا كله صحيح ٌ تماماً , ولكن الحقيقة التي يجب أن نعرفها  أن النسبة الكبرى من مغتصبي الأطفال يكونون من الأقارب و أصدقاء العائلة و الجيران المقربين , و العاملين في مهنٍ تتطلب الاحتكاك بالأطفال  ممن يعرفهم الأهل و يثقون بهم و يسمحون لهم بالخلوة بالطفل .

إن هذا البحث يتناول صفات مغتصبي الأطفال حتى يستطيع الأهل تمييزه و الاحتراس منه.

 

إن الحرص و الاحتراس المبالغ فيه يؤدي إلى نتيجتين بالغتي السوء وهما :

أولاً : الشك في الشرفاء , وبذلك يخلو الجو للمغتصب , وكم من أهلٍ كان أطفالهم يتعرضون للاغتصاب من قبل أشخاصٍ بالغين أو مراهقين مقربين و موثوقين بينما كان أولئك الأهل مشغولين بمراقبة الشرفاء و الاحتراس منهم ولذلك فإن علينا الحذر ممن يكيل الاتهامات للناس هكذا بلا دليل.

ثانياً :  تراخي الرقابة إلى درجاتٍ خطيرة وذلك نتيجة  الحرص و الاحتراس المبالغ فيهما و الذين وضعا في غير موضعهما و الذين  تم توجيههما نحو أهدافٍ خاطئة , أي نحو الأشخاص الشرفاء  مما أدى في النهاية إلى حدوث ذلك التراخي و تشتت التركيز وهو الأمر الذي يرغب المغتصب الحقيقي بحدوثه.

 

محبي الأطفال و مغتصبي الأطفال:

الأمر الأول الذي يتوجب علينا الحرص عليه دائماً هو تمييز محبي الأطفال من مغتصبي الأطفال و عدم الخلط بين هذين النوعين من البشر , و التمييز بينهما هو أمرٌ في غاية السهولة وذلك من خلال إدراك الأهداف التي يسعى إليها مغتصب الأطفال.

فكل مغتصب أطفال يسعى إلى هدفين  قريبين و هدفٍ ثالثٍ بعيد .

هدفي مغتصب الأطفال:

الهدف الأول :  إفساد الطفل .

كل مغتصب أطفال سواءً أكان شخصاً بالغاً أو مراهقاً لابد من أن يقوم بإفساد الطفل بشتى الوسائل و ذلك يتم مثلاً من خلال  الخوض في أحاديث جنسية أمام الطفل , و  في الحقيقة فإن مغتصبي الأطفال يتلذذون لذةً كبيرة عندما يفعلون ذلك الأمر ولذلك فليس غريباً أن معظم من يقومون بإعداد مواد  ما يدعى بالثقافة الجنسية و تدريسها  هم من مغتصبي الأطفال .

ومن أساليب إفساد الطفل التي يلجأ إليها المغتصبين  القيام بجعل الطفل يشاهد المواد الخليعة , وفي الحقيقة فإن ما يدعى بالثقافة الجنسية لا تخرج عن هذا الأمر فهي ليس بأكثر من طريقة  قانونية لإفساد الأطفال و المراهقين .

من أساليب إفساد الطفل كذلك التعري أمامه , تذكر دائماً بأن عري المغتصب أمام الطفل ليس أمراً صعباً عليه لأن المغتصب شخصٌ فاسدٌ ولا يمكن إلا أن يكون شخصاً فاسداً  , كما أنه معتادٌ على اغتصاب الأطفال و التعري أمامهم.

من أساليب إفساد الطفل كذلك محاولة تعرية الطفل , و غالباً ما يتم ذلك الأمر على أنه نوعٌ من أنواع المزاح , و أنتم تعرفون بأن كثيراً من المراهقين الفاسدين (يلاعبون) الأطفال بجذب سراويلهم للأسفل , وهدفهم من ذلك كسر حاجز الحياء عند الطفل أو الطفلة  بحيث أنه بعد

فترةٍ من الزمن و بتكرار هذا الفعل فإن هذه الطفلة أو ذلك الطفل يصبح معتاداً على الظهور عارياً أمام أولئك الكبار أو المراهقين و بذلك فإنه يصبح متهيئا  للقيام بما هو أكثر من ذلك.

لا اغتصاب بلا عري .

 

الهدف الثاني القريب  الذي يسعى إليه كل مغتصب هو الخلوة بالطفل أو الطفلة :

لأنه لا اغتصاب بلا خلوة و لذلك فإننا نجد بأن المراهقين و الكبار من مغتصبي و مغتصبات الأطفال في الغرب يتهافتون للعمل كجلساء أطفال , حيث أن تلك المهنة مهنةٌ ذهبية للمغتصبين فهي تؤمن لهم المال و العبث بمحتويات المنزل و خصوصياته و الأهم من ذلك كله أنها تؤمن لهم الخلوة بالأطفال خلوةً قانونية شرعية برضا الأهل و موافقتهم  , وماذا يريد المغتصب أكثر من ذلك .

 

وفي الحقيقة فإن معظم المغتصبين يصرون على أن تكون تلك الخلوة خلوةً شرعية قانونية أي أن تتم تلك الخلوة بموافقة الأهل و رضاهم لأن ذلك يبعد الشك عنهم , كما أن ذلك يعني ضمنياً للطفل بأن والديه قد أنابا ذلك الشخص مكانهما بكل ما تعنيه الكلمة من معنى , و تندرج تحت هذه الخانة خلوة المراهقين بأبناء عمومتهم الأطفال.

 

المغتصب كشخص:

يتميز جميع مغتصبي الأطفال  بصفاتٍ مشتركة يمكننا أن نميزهم من خلالها :

الصفة الأولى :

مغتصبو الأطفال هم أشخاصٌ خبثاء في حياتهم الاعتيادية و في تعاملهم مع الآخرين – دائماً تذكر بأن الفساد الجنسي هو أعلى درجات الفساد الأخلاقي , و تذكر دائماً بأنه لا يمكن لشخصٍ فاسدٍ جنسياً أن يكون سوياً من الناحية الأخلاقية و كذلك فلا يمكن لشخصٍ فاسدٌ أخلاقياً أن يكون سوياً في حياته الجنسية .

ولذلك فإن أجهزة الاستخبارات الغربية دائماً تختار إعلاميين و عاملين في المنظمات الدولية و معارضين في العالم الثالث من الشاذين جنسياً لمعرفة تلك الأجهزة بأن الشخص الشاذ جنسياً الذي يمارس الشذوذ الجنسي بشكلٍ فعلي  هو شخصٌ خائنٌ بالفطرة , فليس أسهل على من يسلم نفسه للآخرين أن يسلم لهم أي شيءٍ آخر  .

 

الصفة الثانية :

مغتصبي الأطفال هم أشخاص وقحين عديمي الحياء ولم أصادف في حياتي كلها مغتصب أطفالٍ خجول.

 

الصفة الثالثة :

مغتصبي الأطفال ذوي تاريخٍ أسود شائن وقد ثارت حولهم  منذ مرحلة المراهقة الشبهات و الأقاويل , حتى و إن لم يوجه إليهم أي اتهامٍ رسمي .

 

الصفة الرابعة :

مغتصبو الأطفال هم أشخاصٌ شبقون جنسياً و يشكل الجنس محور حياتهم و هذا الأمر سهل الاكتشاف لأن هؤلاء الأشخاص بذيئين و عديمي الحياء , و  أحياناً يكون الأشخاص الشبقون جنسياً نهمون كذلك في الطعام و يتميزون بصفةٍ أنهم لا يشبعون و أنهم يكونون دائماً في حالة جوع مهما أكلوا من الطعام.

 

الصفة الخامسة (صفة طبية) :

معظم إن لم نقل بأن جميع مغتصبي الأطفال من المراهقين و البالغين غالباً ما يتميزون بتأخر أو انعدام حدوث الدفق و الإشباع و لذلك فإنهم يكونون دائماً في حالة هياجٍ جنسي.

 

 

الوصول إلى الأطفال من خلال إقامة علاقاتٍ مع ذويهم:

الشيء الذي أؤكد عليه دائماً أنه لا يمكن الوصول إلى الأطفال و الخلوة بهم إلا من خلال ذويهم و بضوءٍ أخضر منهم , و لا يستثنى من هذه القاعدة إلا الأطفال المهملون المنبوذون و المشردون .

و يدرك مغتصبي الأطفال بأن عليه أن يصل أولاً إلى الأهل حتى يتمكن من الوصول إلى الطفل و الخلوة به .

كما أن معظم الأطفال لا يثقون إلا بالأشخاص الذين يعرفهم ذويهم بل إنهم يعتبرون أولئك الأشخاص امتداداً لأهلهم .

و لهذا السبب فإنني أنصح الأهل دائماً بأن يبعدوا أطفالهم عن علاقاتهم الاجتماعية و المالية قدر المستطاع حتى لا يصلوا إلى مرحلة يتوجب عليهم فيها أن يختاروا ما بين خسارة المال و الأقارب و الأصدقاء  و بين خسارة أطفالهم , و حتى لا يصلوا إلى مرحلةٍ يضطرون فيها للتغاضي عن أشياء  لا يرتاحون لها .

وفي معظم الأحوال فإن البلاء لا يأتي من الأقارب و الأصدقاء و حسب عندما يختلطون بالأطفال و يختلون بهم  و إنما يأتي  من أبنائهم المراهقين كذلك .

 

 

محبي الأطفال :

 

إن الشيء الذي لا أستطيع أن أنكره كطبيبٍ نفسي أن هنالك حاجةٌ متبادلة للمحبة بين الشخص البالغ الطبيعي و بين الطفل , فالطفل يحتاج إلى أن يكون محبوباً ليس من أهله و حسب بل ومن كل من يحيطون به و الطفل الذي يحرم من المحبة يصبح عند بلوغه شخصاً ذو شخصيةٍ مشوهة .

كل طفل يحب أن يكون جميلاً و رشيقاً و  يحب أن يرتدي أجمل الملابس و أن يكون نجماً في مجتمعه و مدرسته و أن يكون محبوباً ممن حوله, و كذلك فإن الشخص البالغ الطبيعي يحتاج إلى محبة الأطفال لأن الطفل يمنحنا الكثير و بدون أطفال فإن حياة الكثيرين منا ستكون بلا قيمةً ولا معنى  .

إن أسعد زواج بين أجمل و أغنى عروسين سينتهي إلى الدمار في حال لم يتمكنا من الإنجاب .

يثير بعض الأشخاص شبهةً مؤلمة للكثيرين وهي شبهةٌ تطال كل من يعامل الأطفال بلطف و كل من يقدم إليهم الهدايا و الألعاب و الحلوى و المساعدة , و في الحقيقة فإن هذا النوع من الشبهات فيه ظلمٌ كبير للكثيرين و لذلك فإنني سأزود الأهل بمقياسٍ لا يخيب في هذه الناحية وهو أن يسألوا أنفسهم السؤال التالي :

 

هل هذا الشخص لطيفٌ بطبعه و يعامل جميع الناس بل و الحيوانات بلطف ؟

هل هذا الشخص كريمٌ و مضياف تجاه جميع الناس؟

إذا كان الجواب  نعم  فهذا يعني بأن معاملته الحسنة للأطفال هي جزءٌ من طبيعة هذا الشخص الطيبة .

أما إذا كان شخصاً خبيثاً سيء الخلق و وقح , ولكنه كان يخص أطفالاً معينين أو طفلاً معيناً فقط بالمعاملة الحسنة فهنا فقط يمكننا أن نرتاب في أمره .

 

تذكر دائماً بأننا لا نستطيع أن نعزل الطفل عزلاً تاماً عن الكبار فالكبار موجودون في كل مكان , وهنا تنبعث الحاجة إلى وجود أشخاص طيبين حول الطفل .

إن الذئاب البشرية من مغتصبي الأطفال و من المتنمرين في المدارس هم دائماً أشخاصٌ جبناء غالباً ما يختارون الطفل المنعزل ضحيةً لهم و لذلك فإن علينا أن نعلم الطفل كيف يكتشف الأشخاص الطيبين و كيف يحافظ على صداقتهم .

 

إن قيام المغتصبين الحقيقيين  بإثارة الشبهات الكاذبة حول الأشخاص الشرفاء تحمل فائدةً كبيرةً للمغتصبين تتمثل في إبعاد الشرفاء عن الساحة حتى يخلوا لهم الجو ليفعلوا ما يشاؤون .

وكذلك فإنها تحمل فائدةً أخرى كبيرةً لهم , فعندما يتحرك الأهل ضد شخصٍ ما دون دليلٍ حقيقي لمجرد أن شخصاً خبيثاً قد أوغر صدورهم  بلا أي دليل ضد ذلك الشخص , و عندما يثبت لاحقاً بأن هذا الاتهام باطلٌ ولا أساس له , و عندما يتكرر قيام الأهل باتهام الأبرياء بلا دليل مدفوعين  بما يوسوسه المغتصب الحقيقي فإن أحداً لن يصدقهم بعد ذلك عندما يضرب المغتصب الحقيقي ضربته و عندما يقوم بشكلٍ فعلي باغتصاب طفلهم.

 

ليكن دليليك الوحيدين  الشرع و القانون  ولا شيء سواهما حتى لا تقع فريسةً لأحد المخادعين المزاودين , فكل ما يسمح به الشرع و القانون لا بأس به وكل ما ينهى عنه الشرع و القانون فهو خطٌ أحمر لا يقبل المساومة أو التهاون .

فقد يأتيك مخادعٌ مزاود ليوغر صدرك ضد شخصٍ بريء لمجرد أنه  يبتسم للطفل أو يعامله بلطف و يقول لك : نظرة فابتسامة فموعدٌ فلقاء ..., وبعد أن تخسر ذلك الشخص البريء و بعد أن تتهمه ظلماً و يخلو الجو لذلك المزاود الخبيث و من يأولون إليه من ابنائه المراهقين ستصعق عندما ترى ذلك الخبيث و هو يقلب موازينه السابقة  رأساً على عقب بكل وقاحة و عهر مبرراً لنفسه و لأبنائه كل قذارة و ملقياً بكل اللوم على طفلك الضحية .

 

تذكر دائماً  بأن الخطر الأكبر يأتي من الأشخاص الذين يستطيعون الخلوة بالطفل أياً تكن درجة قرابتهم به و الأشخاص الذين يمتلكون سلطةً على الطفل أياً تكن درجة قرابتهم به بالإضافة إلى المراهقين  و الفاسدين منهم و الوقحين على وجه الخصوص.

ملخص البحث :

التعرف على المغتصب من خلال أهدافه التي تتمثل في إفساد الطفل و سعيه المحموم للخلوة بالطفل.

التعرف على المغتصب من خلال شخصيته باعتباره شخصٌ فاسد  و شهواني خبيث ذو تاريخ و ماضي أسود .

التمييز بين مغتصبي الأطفال و بين محبي الأطفال الذين هم أشخاصٌ طبيعيين .

الاعتماد على أساسين في تحديد الخطوط الحمراء فقط و هما عاملي الشرع و القانون و عدم الالتفات لما يقوله المزايدون .

 

 

Share this blog
Repost0
To be informed of the latest articles, subscribe: